حين بدأت أتكلَّم
قالوا هراء
ما أنت إلا ضجيج
أو غبار
أو بعض منثور
تذروه الريح
والقصائد التي كنتها
تنمي عصافير أشعارك
والكلمات التي سكبتها
مع أنوار الشموع
ودموع العيون
لتأسى مع الصدى
ضاقت بها
كل البطاقات
كل الصور
تسخر
تنتفض
تلوح على موج البحار
في هيجان
ليس وراءك إلا دمار وخراب
وليس أمامك إلا سراب
وما زلت تتكلمين
عن صمت الكلام
عن دموع تذرف
في الخفاء
بين الضلوع
تجني الأسى
تبحث عن حياة
في ثوب جديد
تقدم الأمل القادم
بأحلى الكلام
تحكي عن الزمن الآتي
ترسم الشفاه صورا
لمن يموتون قهرا
من الظلم والعصيان
تزرع النور في عيون عمياء
تستنبت الفرح في السحاب
وتمنح الجروح الشفاء
تحرث الأرض تخرج الحبَّ والنسيان
وحولك يغرب الزمان والمكان
فقد حلَّ النعاس
كل الذين حولك وأمامك
يضحكون
أو غارقون
في نومهم
والجبن أهون ما يشهرون
تائهون في الكلام
بين الصدى والصراخ
كالقارب المترنح
بين الصخور
ينهض كل المساكين
والغارقون في الأوجاع
يصرخون : أين الأمان ؟
وأين المكان ؟
وتنفض الغبار
تغني للصحبة الأحرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق