عدد المشاهدات

الجمعة، 18 مايو 2012

براعم الغد


براعم الغد 
ثلج في حر الصيف
يتساقط كالقطن
تتقاذفه 
قلوب الحيارى
عيون العذارى
ترميها كالأحجار
فتتلاشى في المسام
يغطيها البحر 
وتعود الأيادي 
تبحث عنها
تتعود الحفر في الرمال
وخنق الأنفاس 
تمتحن الآهات
والصبر في عمق الأحزان
عيون تبكي 
أصوات تشكي
ساكنة في بيوت الأسر 
تخنقها حشرجات الفقر
براعم تفوح بأريج الزهر
تتعلم في دهاليز الغدر
تنبش في الحجر
تتعلم كيف تغسل البراءة
بماء الزهر
وتحتال بسيف الثأر
من جفون القهر
تبتاع الحشيش والخمر
تلفحها النار 
ومن مر الأسى تجتر
يراودها الحلم 
محفوف بخطى النحس
ضبابي المدى
عن سد رمق الجوع
يكسب الأجر
والعيش بثمن بخس
أين المفر؟
الزهر ذبل في أوج الربيع
إندثر
ينتظر العمل 
ينتظر التعيين
ينتظر السكن 
سقوط المطر 
العمر مضى 
الصوت تاه مع الصدى
هل يفوح الحنظل بالعبير؟
غرباء في أمواج اليم
تتقاذفهم بلا شراع
ولا مقداف 
ينخر فيهم السقم
في أوج الشباب
لا تسأل لهم عن الغد؟
شبح انسان 
مولود في زمن الأزمة
وقلة الفرص والمحنة
وعيون الغفلة والنقمة
لا أحد يسأل عن أحد
باعهم الشيطان للشيطان
يستهويهم بالأمل المخدوع بالحريات
وأمل البدايات
وحزن النهايات
فليشكي الشاكي 
فليبكي الباكي
على براعم في عمر الزهر
سكنهم الموت وهم أحياء
بقلم احسان السباعي
18|5|2012



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق