شاردة الأفكار تا ئهة عيونها نحو المجهول تتطلع الى غد مرتجى
بكل الأمل ان ترى فلذة كبدها في أحسن المناصب وان تعانق طيف زوجها المهاجر عما قريب
الا ان شبح المرض الوحشي طا ردها اخدها بين فكيه لم يرحم شبابها وقضم قطعة من جسدها
ليلى صديقتي النور يشع من عينيها تجربتها قوية وثمة تجارب تشع بايجابيات خاصة مع الالم
وليلى صلبة قوية تقول علي ان اتجاوز المحنة تردد علي ان اقف في منطقة اقل تورطا مع المرض
ولو معنويا تقف خارج مشهد المرض تتأمل جيدا تقول لا تنظر للمرض بعيني سائح بل بعيني انسان بل بعيني فيلسوف
ارافقها الى الطبيب كل ثلاتة ايام تبتسم ولها رغبة قوية ودعمها الداخلي واحساسها الفا ئق بدرجة اليتم الذي سيتلوقونه ابنائها
فتعيش حالة الحياد ببساطة لأنها تدرك أن نسبة كبيرة من علا ج مرض السرطان يعتمد على الحالة المعنوية
لأنها تقوي الجهاز المناعي وتمنحه القدرة على المقاومة
بدأت رحلة المرض وان معها اراقبها وأحس بها كما امتطت رحلة في كوكبة الى الفضاء أشعة على الرأس على البطن علىالحوض وتحاليل الدم وراديوات وفحوصات كثيرة خوفا ان يكون المرض انتشر وارسل رسائله الى سائر الاعضاء
بعض الأشعات اشبه بالات الحرب تمارس شتى انواع التعذيب
ليلى تعرف ان هناك من يريد ان يخرب جهازها السمعي والبصري وحتى المناعي
كأنها في رحلة متهم يجوب كل أقسام الشرطة ليؤكد برائة باقي الأعضاء من المرض نفسه
ليلى تبتسم في وجوه اطفالها تخفي شعرها المحلق نتيجة العلاج الكيماوي والاشعاعي اللا زم لقتل المرض
الذي هو اضطراب للخلايا يقال عنها مجنونة توجه كل طاقاتها في خراب الخلايا السليمة وتحطم الجهاز المناعي
كما البطالة تستفحل بالمجتمع وتحطم الاقتصاد
ليلى نادت علي بالهاتف علينا ان نخرج ,,,,جلسنا في مقهى وكلها بهجة وسرور لقد انهيت العلاج الكيماوي
والاشعاعي ولم يبقى غير اعلا ج الهرموني سأعيش مع اولادي سألتقي بزوجي وترتشف كأس الحليب الخالي من الدسم وتضحك وعيونها تشع بكل الامل
ما زلت أذكر ليلى الجميلة الطيبة ماتت وجلستنا في المقهى اخر لقاء
كانت تقول ما علينا الا أن نتمسك بأحلامنا حتى لا تتشرد وتجن مثل الخلايا السرطانية
وتخرب كل شئ لقد رحلت وتركت الامل يشع في عيني عند رؤية أطفالها
بقلم احسان السباعي
— l a
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق