عدد المشاهدات

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

ليلي والسرطان



شاردة الأفكار تا ئهة عيونها نحو المجهول تتطلع الى غد مرتجى
بكل الأمل ان ترى فلذة كبدها في أحسن المناصب وان تعانق طيف زوجها المهاجر عما قريب
الا ان شبح المرض الوحشي طا ردها اخدها بين فكيه لم يرحم شبابها وقضم قطعة من جسدها
ليلى صديقتي النور يشع من عينيها تجربتها قوية وثمة تجارب تشع بايجابيات خاصة مع الالم
وليلى صلبة قوية تقول علي ان اتجاوز المحنة تردد علي ان اقف في منطقة اقل تورطا مع المرض
ولو معنويا تقف خارج مشهد المرض تتأمل جيدا تقول لا تنظر للمرض بعيني سائح بل بعيني انسان بل بعيني فيلسوف
ارافقها الى الطبيب كل ثلاتة ايام تبتسم ولها رغبة قوية ودعمها الداخلي واحساسها الفا ئق بدرجة اليتم الذي سيتلوقونه ابنائها
فتعيش حالة الحياد ببساطة لأنها تدرك أن نسبة كبيرة من علا ج مرض السرطان يعتمد على الحالة المعنوية
لأنها تقوي الجهاز المناعي وتمنحه القدرة على المقاومة
بدأت رحلة المرض وان معها اراقبها وأحس بها كما امتطت رحلة في كوكبة الى الفضاء أشعة على الرأس على البطن علىالحوض وتحاليل الدم وراديوات وفحوصات كثيرة خوفا ان يكون المرض انتشر وارسل رسائله الى سائر الاعضاء
بعض الأشعات اشبه بالات الحرب تمارس شتى انواع التعذيب
ليلى تعرف ان هناك من يريد ان يخرب جهازها السمعي والبصري وحتى المناعي
كأنها في رحلة متهم يجوب كل أقسام الشرطة ليؤكد برائة باقي الأعضاء من المرض نفسه
ليلى تبتسم في وجوه اطفالها تخفي شعرها المحلق نتيجة العلاج الكيماوي والاشعاعي اللا زم لقتل المرض
الذي هو اضطراب للخلايا يقال عنها مجنونة توجه كل طاقاتها في خراب الخلايا السليمة وتحطم الجهاز المناعي
كما البطالة تستفحل بالمجتمع وتحطم الاقتصاد
ليلى نادت علي بالهاتف علينا ان نخرج ,,,,جلسنا في مقهى وكلها بهجة وسرور لقد انهيت العلاج الكيماوي
والاشعاعي ولم يبقى غير اعلا ج الهرموني سأعيش مع اولادي سألتقي بزوجي وترتشف كأس الحليب الخالي من الدسم وتضحك وعيونها تشع بكل الامل
ما زلت أذكر ليلى الجميلة الطيبة ماتت وجلستنا في المقهى اخر لقاء
كانت تقول ما علينا الا أن نتمسك بأحلامنا حتى لا تتشرد وتجن مثل الخلايا السرطانية
وتخرب كل شئ لقد رحلت وتركت الامل يشع في عيني عند رؤية أطفالها
بقلم احسان السباعي
l a

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق