تحولت الأمور عنده الى قضية مصير وخيانة والأمر بسيط للغاية لا يحتاج الى تعقيد
نحن معا رغباتنا مختلفة ,أذواقنا وثقافتنا متباعدة جدا والا اصبح كل واحد فينا صورة طبق الأصل للأخر
وهذامستحيل فنحن في ميثاق الزواج وهو كلعبة السياسة بها كم من الذكاء والمفاوضات والسفر والرحلات
والمناورة والمراوغة والضرب تحت الحزام
عمرا ونحن معا نسافر نعيش نختلف ونتفق هو يعشق الليل والأماكن الصاخبة والسهر حتى ساعات متأخرة يجوب المقاهي
والحانات والأحياء والتعرف على السكان وكل جوانب المدينة
وأنا اعشق البحر والأماكن الهادية لا أحب السهر أستيقظ مع خيوط الفجر أنفض غبار الجراح وأنسج الخواطر والأشعار
هذه ابسط اختلافات لا أستطيع ممارستها معه ...والأكثر انها لا تروق له ويظل يتهكم على كتاباتي فيا شاعرة الزمن الضائع
وخاصة اننا منذ زواجنا لم نفترق الا قليلا
قلت له علي أن اسافر عند اهلي وكل واحد فينا يجرب الحياة بعيدا عن الأخر نراجع فيها أوراقنا وكل اختلافاتنا
والأشياء تتجلى من تناقضاتها وتتأكد الظلام بالنور والنهار بالليل والفرح بالحزن والسلم بالحرب وحتى المشاعر الانسانية احيانا القرب بالابتعاد ولا تتجلى الا عندما نفقد من نحبه وعلينا أن نجدد الشوق ونعيد للعلاقة نشاطها وحيويتها
والابتعاد فترة أهون من أن نفقد العلاقة كلَّها ولأننا أمضينا عمرا من الظلم أن يضيع في دهاليز الروتين والاعتياد والملازمة تحت شعار لا بد أن نكون مع الحلوة والمرة
رفض صرخ بشدة انك امراة تلازم زوجها اينما كان لا سفر لا فلسفة لا شئ
وكانت الابتسامة انه يحبني ولا يستغني عني
اكيد فاصعب القرارات الديكتاتورية احيانا يمكن تغليفها بعبارات منمقة وجميلة ورقيقة وناعمة عن الحرية والمشاركة والمصير الواحد
بقلم احسان السباعي
—
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق