الرحلة
في أسواق بروكسيل كانت عيوننا معلقة على زجاجة عطر أو قهوة أو ثوب نحمله لعائلتنا أنا وصديقتي كنا فرحين لأن اجازتنا بدأت من اليوم
وهذا يهئ لنا فرصة السفر سوياغذا ,,كنت أعد الأيام وأنتظرأن أعد
حقيبتي وسط توديع أصدقائي وتمنياتهم لي بقضاء اجازة سعيدة ,,كم كنت أود أن أحلق بطائرة تحملني الى بلدي التي تنام بهدوء وترفرف فوقها طيور السلام ,,استقلينا السيارة الى المنزل كلّ منا يقلب الهدايا ونحن في غاية الفرح الذي تعلمنا أن نستعيره بغريزتنا لنرمي وراء
ظهورنا كل احساس البرودة والغربة والبعد عن الاهل والأحباب والتعب
في الغوص في عمق الكتاب والدراسة والتحليل مع العمل أيضا في وقت الفراغ لتأمين العيش الصعب والتعب المستمر كما الالة ومرارة الترقب نحو المجهول الذي يراودنا طول الوقت ولا نستطيع انتزاعه الا في الاجازات لما نسافر,,,كم مرة استيقظت فزعة من نومي على شظايا
أحلام على قذيفة موت تتصورني سأموت كاليتيمة والغريبة وسأرحل على ثابوت الى بلدي, فاصطدم بنظرات صديقتي المذهولة والممزوجة بالشفقة والمرارة ..... واستقلينا الطائرة وأنا وصديقتي نفرح ونضحك كالأطفال ومرة افكر في عائلتي كيف أمي ؟هل ما زالت تعد الكعك الجميل وهل ما زالوا يجتمعون ؟ على المائدة والشاي المنعنع وتتوالى ضحكات أختي وأخي يشاكسها ,فتبكي ويتدخل أبي ,ونضحك كتيرا
كيف الشوارع كيف الطرامواي الجديد داك القطار الدي يسير وسط المدينة انه خطوة جبارة تواكب الغرب الذي انجزه من عهود بعيدة ونحن كالسلحفاة تتبعه,
فجأة قالت المضيفة عليكم بحزام السلامة فالجو مضطرب ,,,انتاب الجميع موجة من الرعب تذكرت أحدات الحادي عشر لشتنبر في امريكا ,,والارهاب تذكرت الموت تعالت عيوني للسماء امسكت بصديقتي تذكرت كل عائلتي أحبابي ,,,,,,,,
سأموت في الهواء وأشلائي سيبحتون عنها ,,,سيبحتون عن الصندوق الاسود ستتجمع كل العائلات بالمطار ستعلن الاخبار عن سقوط طائرة ,,,,رعب ,,رعب ووموت ودمار فصاحت المضيفة الحمد لله تجاوزنا المحنة تنفست الصعداء ,ونزلنا ومازال الرعب يسكننا استقلينا الطاكسي وكلنا شرود قاطعنا سائق الطاكسي على محياه علامات الفرح والبهجة
واللامبالات ,,سأحكي لكم عن حادثة وقعت البارحة كان سببها
الطرامواي تصوروا غباء السائق لم يفرق بين وقوف الطرامواي ومروره اصطدم به وتحولت السيارة الى خردة والركاب معه الى أشلاء ,,,استمتعنا بكلماته المضحكة وداهمنا النعاس فاستغرقنا في اغمائة لذيذة ,,,,فتحت عيني بعدها لأجد صديقتي ممدة على السرير بالقرب مني ,,,,ساقها معلقة الى اعمدة فوق السرير ماذا وقع ؟أجابت الممرضة ,,,أنتما محظوظتان لأنكما نجوتما بأعجوبة من حادث اصطدام مع الطرامواي
مافائدة النجاة من الموت وهو يلاحقنا اينما رحلنا وارتحلنا
بقلم احسان السباعي
—
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق