عدد المشاهدات

الخميس، 15 مارس 2012

ما هاته المسافة











ماهاته المسافة التي بيننا
وهاته الجدران الصماء التي بيننا
تحجب عنَّا الرؤى
وثمة شوق دفين
في النظر ورغبة في الكلام
وأيام تتلوها أيام
وجدران خلف جدران
وباب خلف باب
ونحن نحذق في الفضاء
الممدَّد على أنامل الأشواق
أسوق نظراتي
بعصا الذكريات
أمامي تبكي الحسرة
وتشكو ا الاصوات
بنبرة الأحزان
كأنها عائدة من أسفار بعيدة
ترتاح في جوف ليلي
هدآت أنفاسي بصمت الصدى
كانت الازقة ضيقة
وكان بكاء الثكلى
ونحيب المسافرين
وهياكل تمشي
ما بها سوى روح وغبار
وصوت مخنوق
تحت قدميها زلزال
وفوق رؤوسها مطارق
صداها في السماء
أحلامها تخطفها الحمام
ترتطم بأغصان الاشجار
حتى يخالُها الناظر
حمامات جريحة
تنقر جوارح المسافرين
وقد رحلوا
بعيدا عن شجر الغاب
هجرها حتى العصافير
وكانت الامطار
أزمنة الجفاف والشتاء
فتكت بها الرياح
وظلوا ينثروا الاوهام
تسرع خطاها نحو الابراج
فوق التلال وعلى الجبال والهضاب
تلك ارواح الراحلين
المسافرين الهاربين
في سفرها الليلي
من وراء المسافات
وخلف الجدران
ترتجف من الخوف
تهرب من الجوع
والدمار والخراب
محدقة في الغد القادم
بالاحلام والانقاد
وراء الابحار
بينما الامواج تسرق الارواح بالغرق
آراها تحمل اجسادا
من الزهور
واخرى نحو المكاتب
تشد احزمة المقاعد
في روتين الاشباح
وانين الموتى تحت العربات
واطفال الشوارع تنام في الارصفة
والشوارع
فما هاته المسافات وموجات الرحيل
بقلم احسان السباعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق