تحت الصفيح الواهي
كجدار مصدوع
وعلى مقاعد عتيقة
في قسم استاذنا
تعلمنا الحروف والقراءة والحساب
ومن الثقوب الناتئات على الصفيح
كندوب الجروح
ونظرات العيون
ينبعث اللهيب
في حر شمس الاصيل
وقطرات المطر
وحبات الثلوج
في البرد والصقيع
من كل الجهات
وما تبقى في السقوف
نسدها بلوح مهترئ قديم
وخروقات بالية من ثوب رخيص
عصا طويلة
تتكلم بصوت مسموع
تنفد الاوامر بخضوع
كجلاد ينذر بالعقاب
لتلاميذ المشاكسين
تطوى على الاقدام السياط
والخوف يسكن المكان
رقابنا لا تحيد عن الكتاب
نقرأونغرد جماعة كالببغاء
أستاذنا جبار
صوته رنان
عصاه لا تبرح ظهورنا
في وضح النهار
لو نخالف النظام
ونحن الساخطين
نحن الخائفين
نحن المنقادين
لا حق معارضة الاوضاع
ونحن اطفال في البادية
الحصير من التراب
والنسيم في الهواء
والروعة في الاشجار
والمنظر يعج بالجمال
ونحن اطفال
نرقب اللعب في الجداول
والانهار
تصهرنا الشمس
كي لا نرجع لاستاذنا
وللصفيح كسجن بلا قضبان
تتحرك صفائحه
اذا هبت ريح هوجاء
وعلت زخات الامطار
في البادية وتحت الصفيح
تعلنا الكتاب
ونقش الحرف في الاذهان
كما النقش على الاحجار
واتره باق
ما ذرته الرياح
ولا صعوبة الاقدار
احسان السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق