عدد المشاهدات

الأحد، 10 مارس 2013

حزن الكبير



حزن الكبير
عاتب الكبير على الصغير
وشكى حملا ثقيلا
قد كان منح لبنيه
أرضه ورحابه
وعزيز ماء وشعير
قد كان أودع الحب وما فيه
من دفء وحنان
ولمسة حرير
هاهي الخطى تتاقل
تصطدم بالصخور
ولا تمل المسير
لكنها لا تخطو الا فوق
الفيافي الجرداء
لا خضرة ولا ماء
ولا خيمة ولا حتى حصير
وشكى هما تقيلا
ما فتئ يحنو بالروح الحزينة
مافتئ يمسح الدمعة اليتيمة
تنساب
وتسمع المدى الهدير
هو ذا صاحبنا
سئم
فهو هجين الصبر والحنين
هو صمام الامان
في كل شهيق وزفير
ما زالت أنفاسه
تلهث وتنادي
تتصالح لا تعادي
تعزف الأنغام
وتصدح بالصوت الشادي
لا ضير ان يشكو الكبير
لا ضير أن يبكي الكبير
لا ضير أن يتعب الكبير
ماذا لديه
غير حكمة تذرف الدمع الأخير
ان خدله الصغير
قبل الكبير
وانزوى في عتمة الليل
في الركن ...
وهوى كما الشبح الحقير
ان غزاه الوهن
وعلت ملامحه الشجن
وغدى وراء قضبان
الزمان والمكان
أسير
لا بأس ان تحسر الكبير
وزاغت رؤاه
ونزف الكثير
فلا يحزن ..فلا يندم ..فلا يعتب
عن ما آل اليه المصير
كلما وهنت قواه
وغرقت صيحاته
 في عمق الغدير 
فهو يبقى الكبير
رغم انف الصغير
رغم انف الغني والفقير
بقلم احسان السباعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق